أقيمت في مقاطعة غلوسترشاير البريطانية في 30 مايو/أيار مسابقة دحرجة أقراص الجبن من تلة كوبر المرتفعة، وهي مسابقة تقليدية تعود لأكثر من 200 عام.
وأمام أنظار مئات المتفرجين والمشجعين وعدسات الصحفيين، شارك في المسابقة 10 رياضيين، بحسب وصف وسائل الإعلام المحلية، وأظهروا براعتهم في المسابقة بالجري خلف قرص الجبن المتدحرج من أعلى تلة شديدة الإنحدار.
وتنص قواعد المسابفة على ان يلحق "الرياضي" بالقرص الذي تزداد سرعته كلما تدحرج أكثر وان يمسك به.
لكن بما ان تحقيق هذا الهدف أمر صعب للغاية، يفوز بالمسابقة من يفلح بالوصول الى سفح التلة قبل قرص الجبن، الذي يبدو وكأنه يبذل كل ما في وسعه للحيلولة دون ذلك.
اذاً يمكن القول ان المنافسة تكون عملياً بين المتسابقين وقرص الجبن، الذي غالباً ما يتفوق ويصل الى النهاية أولاً، لكن في هذه الحالة لا يعلن اسمه فائزاً ولا تقدم له الجوائز، بل على النقيض من ذلك اذ يتحول هو بنفسه الى جائزة يحظى بها الفائز ليلتهمه، وذلك ان كان هذا القرص محظوظاً بتسليط الضوء عليه مرفوعأً بين أيدي المنتصر، مقارنة مع أقراص الجبن الأخرى التي ستواجه المصير نفسه بدون لحظات مجد تذكر.
وبحسب التقليد المتبع تقام هذه المسابقة سنوياً في آخر يوم إثنين من كل شهر مايو/أيار.
وتعود أصول اللعبة الى الرومان الذين سيطروا على الأرضي البريطانية بقيادة يوليوس قيصر، ويعتقد المؤرخون ان الرومان كانوا يتسابقون مع دواليب تضرم بها النيران، التي استبدلها أبناء المقاطعة منذ حوالي 200 عام بأقراص جبن تزن 3 كغم ويبلغ قطرها 40 سم.
ربما تكون هذه المسابقة من أكثر المسابقات الرياضية ديموقراطية، اذ تسمح قوانينها البسيطة بمشاركة كل الراغبين، بغض النظر عن الجنس او العمر، وان كان أكثرها مؤلما من حيث عدد الإصابات البالغة كالكسور في الأيدي والأرجل.
وفاز في مسابقة الرجال هذا العام شاب يبلغ 23 عاماً من عمره يدعى كريس أندرسن، اما في سباق النساء ففازت المراهقة جو هست ابنة الـ 14 ربيعاً، وذلك بدون وقوع إصابات في صفوف المتسابقين.
يذكر ان هذه المسابقة قد ألغيت في العام الماضي بسبب متطلبات الإجراءات الأمنية المتشددة التي فرضتها الدولة في الآونة الأخيرة على الفعاليات ذات الحضور الجماهيري الكبير، لكن ذلك لم يمنع من إقامتها هذا العام بشكل وصفته وسائل الإعلام البريطانية بأنه غير رسمي، على الرغم من تواجد عدد كبير من رجال الشرطة لتوفير الحماية.